يضرب بالأرنب المثل في المشية الضيقة (القطوف) وبكراعه أي
قوائمه، فيما قلّ وذّل، فيقال: “أقطف من أرنب” كما يقال “كراع الأرانب” لما
يقل ويذل. والأرنب حيوان صغير الحجم ألوانه مختلفة بين الأسود والأبيض
والرمادي والبني. ويكثر الأرنب في جميع أنحاء العالم تقريباً، وهو حيوان
لبون قاضم كثير العروق والسلالات ويتميز بخفة الحركة و سرعة العدو.
يتراوح طول الأرنب ما بين 40 و45 سم ويبلغ متوسط وزنه 1،5 كيلوجرام وهو
طويل الأذنين، كبير العينين، قصير الذيل، كبير الرأس، ويتوالد بسرعة وقد
تتزاوج الأنثى وهي حبلى فيؤدي بها ذلك الى الاستلعاب أي الى حمل ثانٍ ووضع
ثانٍ يعقب الأول بأسبوع أو أكثر. وتضع الأنثى بعد ثمانية أشهر وتستمر مدة
الحمل من 31 يوماً الى 32 يوماً ويتراوح عدد صغارها بين 3 و12 أرنباً.
وتولد الصغار طامسة أي عاجز عن البصر ودون وبر، وهي تبصر وتكتسي بعد
الولادة بأسبوع.
غذاؤه وأسماؤه
يقتات الأرنب على الأعشاب والبقول والأعلاف، وهو يفضل الجزر والملفوف على
جميع البقول والشعير ونخالة الحنطة على سائر الحبوب والأعلاف. وتُربّى
الأرانب للحومها وفرائها ووبرها. ويطلق اسم الأرنب على الذكر والأنثى كما
يسمى الخُزَر والحوشب، والقعيل وأبوغرزة وأبونبهان ويجمع بأرانب وأراني.
وقال الجاحظ: تقول العرب هذه أرانب كما يقولون هذه عقاب ولا يذكرون، لكنه
ذكر الأرنب مراراً في كلامه عنه في حين لم يستخدم ابن المقفع هذه الكلمة
إلا مؤنثة.
وتسمى أنثاه الأرنب والأرنبة والدمول والزموع والخرنقة والعكرشة. ويطلق على
ولده عند الولادة دِرْص الى ان يبصر ويكتسي ثم خرنق، فسخلة، فأرنب، أما
صوته فيسمى ضُباح وضُفاب، وضَفْب، وضفيب ويطلق على بيته وموضعه المجْثَم
والمكْ والمكو والمرنبة.
سبب للتشاؤم
وخلال ترحال الناس، كان المرء إذا رأى أرنباً في طريقه، يعدل عن السفر، لأن
مرور الأرنب في طريق المسافر يعتبر نوعاً من “العرضة” أي الاعتراض ومدعاة
للتشاؤم، فإن كان المسافر مضطراً للسفر حاول تبديل هذا التشاؤم بتكرار اسم
حيوان يستبشر به كالغزال مثلاً فيقول: “غزال.. غزال”، ولذلك كانوا يصفون
عاثر الحظ أو المنحوس بأن “عرضته مثل عرضة الأرنب”.
ومنذ آلاف السنين، قام الانسان بصيد الأرانب للحصول على لحومها وجلودها،
أما الآن فتربى معظم الأرانب لأغراض الطعام والفراء حيث تستعمل جلودها في
صنع المعاطف الفرائية وتشبه الأرانب الى حد كبير الأرانب البرية مشقوقة
الشفة العليا المسماة الخزز، وعادة ما يخلط الناس بين النوعين كأن يسمى
الخزز البلجيكي بالأرنب أو يسمي الأرنب القزم بالخزز لكن الأرانب أصغر
حجماً من الخزز ولها آذان أقصر، ويمكن تمييز تلك الحيوانات بعضها عن بعض
بوضوح أكثر عند الولادة حيث يكون الخزز قادراً على الإبصار وتغطيه طبقة من
الفرو الناعم ويمكنه الوثب لسويعات قليلة عقب ولادته وذلك على عكس الأرنب
العادي تماماً.
الأليفة والبرية
نظراً لوقوع عيني الأرنب على جانبي الرأس، فإنه يتمكن من رؤية الأشياء
الواقعة خلفه أو على الجانبين، بوضوح أكبر. ويستطيع الأرنب تحريك أذنيه
الطويلتين معاً في آن واحد أو كلاً منهما على حدة لسماع الأصوات مهما كانت
ضعيفة أو قادمة من اتجاهات مختلفة. وتعتمد الأرانب أيضاً على حاسة الشم
القوية التي تنذرها بدنو الخطر إذ تقوم بتحريك أنوفها في كل الأوقات
تقريباً. ويخلط الانسان كذلك بين الأرانب الأليفة والبرية فالأرنب البري
يتميز بآذانه الطويلة وله قوائم خلفية قوية وذيل زغبي قصير. وتلد أنثى
الأرنب البري على الأرض أو على منخفض محفور يسمى الوجار. وتولد الصغار وهي
مغطاة بالفرو وأعينها مفتوحة على عكس الأرانب العادية. وعادة ما تحاول
الأرانب البرية الهرب من أعدائها بالقفز عالياً وبسرعة، بينما تقوم الأرانب
الأليفة بالتخفي. ومن أشهر الأرانب البرية: الأرنب البلجيكي وأرنب الحذاء
الثلجي.
والمدهش ان الأرانب البرية التي تتزاوج في فصل الربيع تقفز خلال فترة
التزاوج في الهواء للتودد، وهذا ما يفسر المثل المستخدم في بعض البلاد
الغربية “مجنون كأرنب بري في شهر مارس”. وتسمى الأرانب البرية الحزنق وتلد
في العادة أقل من خمسة في البطن الواحد ولكن قد تحمل سبعة بطون في السنة.
ومن الممكن ان تصبح الأرانب البرية مؤذية ومدمرة للمحاصيل (البرسيم) ويضرب
الأرنب البري الأرض برجليه الخلفيتين لتحذير رفاقه من الأعداء مثل النسور
والثعالب.